ما الجديد

هل احتج الرسول (ص)وجادل بالمنطق؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع م/محسن
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

هل الاحتجاج والجدال بالمنطق مكروه في الاسلام ؟ قلت : كره الامام أحمد علم الكلام وتبعه كثير من السلفية كابن تيمية وغيرهم من الحنابلة ، لكني أقول وبالله...

م/محسن

Member
إنضم
Nov 16, 2021
المشاركات
347
مستوى التفاعل
3
النقاط
18

هل الاحتجاج والجدال بالمنطق مكروه في الاسلام ؟​


قلت : كره الامام أحمد علم الكلام وتبعه كثير من السلفية كابن تيمية وغيرهم من الحنابلة ، لكني أقول وبالله التوفيق :
الطرق الكلامية والعقلية في الدين والتوحيد بدلا من الطريقة الايمانية القرآنية، هي ليست دوما مذمومة مكروهة ،
ولكن بحسب استعمالها وقدرها ووقتها ومقاماتها قد تكون مشروعة ومستحبة في بعض الأحوال .

الرسول (ص) احتج على الشاب بالمنطق والعرف :​


هذا الكلام ليس مجرد رأي واجتهاد بل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شابا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!،
فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه،
فقال: ادنه، فدنا منه قريبا،
قال: فجلس
قال: أتحبه لأمك؟ ،
قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم،
قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك
قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم،
قال: أفتحبه لأختك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم،
قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم،
قال أفتحبه لخالتك؟ ،قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم
قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
.

(شرح) قولهم : مَهْ مَهْ ، يعني: كُفْ عن هذا،
وقوله: (حصِّن فرجه) يعني: احفَظْه من الفواحش.

الحديث رواه أحمد في المسند ، والطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان،
و قال الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار : " رواه أحمد بإسناد جيد، ورجاله رجال الصحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة " .

الغريب أن أحدا من شرّاح الحديث ذكروا من الفوائد و لم يكن من بينها جواز استعمال طريق العقل والمنطق بدلا من ذكر آيات القرآن والوعظ بكلام الله ،
وأضيف وأقول : بل إن الطرق الكلامية والقياسات العقلية لا مفر منها في مواجهة الملحدين والذي لا يقرون أصلا بالربوبية ووجود الله رب السموات والأرض ،
فكيف تحتج على المنكر بوجود الرب الاله فتقول له : قال الرب كذا وكذا ، وفي القرآن كذا وكذا وهو في الأصل ناكر النبوة ؟!!!!
وفي الحديث النبوي الذي أمامنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد على الشاب بقوله ( إن الله حرم الزنا وأعد عقوبة وحداً وعذابا يوم القيامة وعليك امتثال طاعة الله عز وجل ،

بل رد عليه بالعقل والمنطق و اثارة الحمية الفطرية والعربية في نفس السائل ، فقال له : أتحبه لأمك؟ ثم قال : أفتحبه لابنتك؟ أفتحبه لأختك؟ أفتحبه لعمتك؟ أفتحبه لخالتك ؟
وهو طريق مناسب لمن كان حديث العهد بالإسلام أو التدين أو المراهقين .

اذن الخلاصة قد تكون الطريقة الكلامية العقلية ضرورة في المرحلة الأولى من الدعوة الاسلامية ، و أحيانا قد تكون مكملة لطريقة الكتاب والسنّة في التثبيت خاصة أن القرآن يعج بنحوها من الأمثال والأدلة العقلية ، ثم بغرض التحصين للمسلم من شبه الملل الأخرى .
وإنما المذموم فقط هو الاعتماد علي الطرق الكلامية كليا والاكتفاء بها في تقرير الحقائق الايمانية والعقائد ، أو التعمق في علم الكلام والاكثار منه وترجيح أقوال الفلاسفة على النقول ،
اللهم الهمنا رشدنا .
 
عودة
أعلى