أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
أنواع الأدب العربي وأساليبه
بادئ الموضوعmahlawy
تاريخ البدء
الأدب العرب القديم
أدب الخُطَب والرسائل والاستعارة وبديع الكلام :
يتباين موضوع الشعر العربي والنثر في القديم ما بين الحكمة وحسن الأخلاق ، وبين مدح الخمر...
يتباين موضوع الشعر العربي والنثر في القديم ما بين الحكمة وحسن الأخلاق ، وبين مدح الخمر والنساء والغناء ، والفخر والهجاء ، والرثاء .
وتتباين أساليبه بين الخطب والرسائل والمشاورات والوصايا ومقامات ومجالس الأمراء .
تعريف علم الأدب
يقول ابن خلدون ( 808 هـ) : هذا العلم لا موضوع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها. وإنّما المقصود منه عند أهل اللّسان ثمرته،
وهي الإجادة في فنّي المنظوم والمنثور، على أساليب العرب ومناحيهم، فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الكلمة، من شعر عالي الطّبقة، وسجع متساو في الإجادة، ومسائل من اللّغة والنّحو مبثوثة أثناء ذلك، متفرّقة،
يستقري منها النّاظر في الغالب معظم قوانين العربيّة، مع ذكر بعض من أيّام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها،
وكذلك ذكر المهمّ من الأنساب الشّهيرة والأخبار العامّة.
والمقصود بذلك كلّه أن لا يخفى على النّاظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفّحه لأنّه لا تحصل الملكة من حفظه إلّا بعد فهمه فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقّف عليه فهمه.
حدّ فن الأدب :
قالوا: الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها والأخذ من كلّ علم بطرف ،يريدون من علوم اللّسان أو العلوم الشّرعيّة من حيث متونها فقط وهي القرآن والحديث.
وسمعنا من شيوخنا في مجالس التّعليم أنّ أصول هذا الفنّ وأركانه أربعة دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرّد، وكتاب البيان والتّبيين للجاحظ ، وكتاب النّوادر لأبي عليّ القالي البغداديّ.
وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها. وكتب المحدثين في ذلك كثيرة.
وكان الغناء في الصّدر الأوّل من أجزاء هذا الفنّ لما هو تابع للشّعر إذ الغناء إنّما هو تلحينه.
وكان الكتّاب والفضلاء من الخواصّ في الدّولة العباسيّة يأخذون أنفسهم به حرصا على تحصيل أساليب الشّعر وفنونه فلم يكن انتحاله قادحا في العدالة والمروءة.
وقد ألّف القاضي أبو الفرج الأصبهانيّ كتابه في" الأغاني" ، جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم وأيّامهم ودولهم.
وجعل مبناه على الغناء في المائة صوتا الّتي اختارها المغنّون للرّشيد فاستوعب فيه ذلك أتمّ استيعاب وأوفاه.
ولعمري إنّه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن الّتي سلفت لهم في كلّ فن من فنون الشّعر والتّأريخ والغناء وسائر الأحوال ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه وهو الغاية الّتي يسمو إليها الأديب ويقف عندها وأنّى له بها.
انقسام الكلام في الادب إلى فني النظم والنثر:
وقال ابن خلدون : اعلم أنّ لسان العرب وكلامهم على فنّين :
في الشّعر المنظوم : وهو الكلام الموزون المقفّى ومعناه الّذي تكون أوزانه كلّها على رويّ واحد وهو القافية.
وفي النّثر : وهو الكلام غير الموزون وكلّ واحد من الفنّين يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام.
فأمّا الشّعر فمنه المدح والهجاء والرّثاء
وأمّا النّثر فمنه السّجع الّذي يؤتى به قِطعاً ويلتزم في كلّ كلمتين منه قافية واحدة يسمّى سجعا ،
ومنه المرسل وهو الّذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطّع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها. ويستعمل في الخطب والدّعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم.
وأمّا القرآن، وإن كان من المنثور إلّا أنّه خارج عن الوصفين وليس يسمّى مرسلا مطلقا ولا مسجّعا. بل تفصيل آيات ينتهي إلى مقاطع يشهد الذّوق بانتهاء الكلام عندها. ثمّ يعاد الكلام في الآية الأخرى بعدها ويثنّى من غير التزام حرف يكون سجعا ولا قافية وهو معنى قوله تعالى: «الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ " الزمر: 23 .
وقال: " قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ " الأنعام : 97 .
ويسمّى آخر الآيات منها فواصل إذ ليست أسجاعا ولا التزم فيها ما يلتزم في السّجع ولا هي أيضا قواف.
استعمالات الشعر والنثر :
واعلم أنّ لكلّ واحد من هذه الفنون أساليب تختصّ به عند أهله ولا تصلح للفنّ الآخر ولا تستعمل فيه مثل النّسيب المختصّ بالشّعر ،
والحمد والدّعاء المختصّ بالخطب ،
والدّعاء المختصّ بالمخاطبات وأمثال ذلك.
(قلت.النسيب والغزل والتشبيب هي ألوان من شعر المحبوب لحبيبته)
وقد استعمل المتأخّرون أساليب الشّعر وموازينه في المنثور من كثرة الأسجاع والتزام التّقفية وتقديم النّسب بين يدي الأغراض.
وصار هذا المنثور إذا تأمّلته من باب الشّعر وفنّه ولم يفترقا إلّا في الوزن.
واستمرّ المتأخّرون من الكتّاب على هذه الطّريقة واستعملوها في المخاطبات السّلطانيّة وقصروا الاستعمال في المنثور كلّه على هذا الفنّ الّذي ارتضوه وخلطوا الأساليب فيه وهجروا المرسل وتناسوه وخصوصا أهل المشرق. وصارت المخاطبات السّلطانيّة لهذا العهد عند الكتّاب الغفّل جارية على هذا الأسلوب الّذي أشرنا إليه وهو غير صواب من جهة البلاغة لما يلاحظ في تطبيق الكلام على مقتضى الحال من أحوال المخاطب والمخاطب.
وهذا الفنّ المنثور المقفّى أدخل المتأخّرون فيه أساليب الشّعر فوجب أن تنزّه المخاطبات السّلطانيّة عنه إذ أساليب الشّعر تنافيها اللّوذعيّة وخلط الجدّ بالهزل والإطناب في الأوصاف وضرب الأمثال وكثرة التّشبيهات والاستعارات حيث لا تدعو ضرورة إلى ذلك في الخطاب.
قلت : الأدب من البيان قال تعالى " الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " ،
والبيان : يعني النطق والكلام .
وأيده ابن كثير وقال: لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن، وهو أداء تلاوته، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها.
وقال السدي: علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به. وقال يمان: الكتابة والخط بالقلم .
وعليه فتعريف الأدب : هو تأليف الكلام بلسان القوم على نحو بليغ فصيح جمالي .
قصر الشعر العربي على الوصف والخبر :
استعمل الشعر والنثر في المدح والهجاء والدفاع عن القبيلة والفخر والغزل ،
ولم يعرف الحوار والأحداث الدرامية وبناء القصة والمسرحية .
الأدب العربي الحديث
تعريف فن المسرح والقصة :
المسرحية هي لون وشكل من أشكال الشعر ، وبناء درامي يعتمد على إنشاء شخصيات تتورط في أحداث بينها ولها بداية وخاتمة وحبكة وأزمة وذروة ،
كذلك القصة لكنها من ألوان واشكال النثر .
وكما كان للأدباء العرب معلقات وقصائد شعرية في العصر الجاهلي في الفخر والهجاء وغيره ، فإن للرومان واليونان روائع مسرحية وروايات قصصية .
لماذا لم يعرف العرب القدماء فن المسرحية ؟
لم يعرف العرب فن المسرحية الا في العصر الحديث في القرن التاسع عشر، مثل مسرحية مصرع كليوباترا ، أحمد شوقي ، وأهل الكهف لتوفيق الحكيم . هل لم يعرف العرب فن المسرحية بسبب البداوة والأميّة بعكس اليونانيين والرومان القدامى ذوي العلوم والثقافات والحضارات ؟
والحقيقة فقد عجز النقاد عن الجواب .
والعجيب أنه في العصر العباسي وبعد انتشار الثقافة والفلسفات اليونانية وظهور علم الكلام بين الفقهاء وما ترتب عليه من تصنيفات،
إلا أن أحدا من الأدباء والشعراء العرب لم يهتم بكتابة المسرحية والقصة .
ولماذا لم يتأثر الأدب العربي بترجمات مثل ترجمة ابن المقفع(142هـ) لكليلة ودمنة ؟ ولم نشاهد لها أثراً في ولادة وظهور رواة وأدباء للروايات والقصص الأدبية ؟
ولماذا لم نر أن شاعرا مثل الفرزدق (114هـ) في العصر الأموي أو الجاحظ (255هـ) في العباسي ،و غيرهم قد اعتنى بذلك الفن .
والأعجب من ذلك أنهم لم يتأثروا بقصص القرآن ولم يحاكوه في هذا الفن .
الفهرست " ابن النديم " والأدب العربي :
ولماذا يتأثر الأدب العربي بكتاب الفهرست للأديب ابن النديم (384هـ) الذي جمع فيه كتب ومقالات العرب وفيه ضمنه :
فصل عن الأساطير والخرافات ، وأصل كتاب ألف ليلة وليلة .
كتب ابن النديم يقول : " أَوّل من صنف الخرافات وجعل لها كتبا وأودعها الخزائن وجعل بعض ذلك على ألسنة الحيوان ،الفرس الأول،
ثم أغرق في ذلك ملوك الاشغانية وهم الطبقة الثالثة من ملوك الفرس، ثم زاد ذلك واتسع في أيام ملوك الساسانية،
ونقلته العرب إلى اللغة العربية وتناوله الفصحاء والبلغاء فهذبوه ونمقوه وصنفوا في معناه ما يشبهه،
فأول كتاب عمل في هذا المعنى كتاب "هزار أفسان" ومعناه "ألف خرافة " ،وكان السبب في ذلك : أن مَلِكا من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة قتلها من الغد فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية يقال لها شهرزاد فلما حصلت معه ابتدأت تخرفه وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل الملك على استبقائها ويسئلها في الليلة الثانية عن تمام الحديث إلى ان أبى عليها ألف ليلة وهو مع ذلك يطأها إلى أن رزقت منه ولدا أظهرته وأوقفته على حيلتها عليه فاستعقلها ومال إليها واستبقاها وكان للملك قهرمانة يقال لها دينار زاد فكانت موافقة لها على ذلك وقد قيل ان هذا الكتاب ألف لحمانى ابنة بهمن وجاءوا فيه بخبر غير هذا قال محمد بن إسحاق والصحيح ان شاء الله ان أول من سمر بالليل الإسكندر وكان له قوم يضحكونه ويخرفونه لا يريد بذلك ك اللذة وانما كان يريد الحفظ والحرس واستعمل لذلك بعده الملوك كتاب هزار افسان ويحتوي على ألف ليلة وعلى دون المائتي سمر لان السمر ربما حدث به في عدة ليال وقد رأيته بتمامه دفعات وهو بالحقيقة كتاب غث بارد الحديث، .... "انتهى .
المقامات هي أقرب الكتابات الأدبية العربية لفن الرواية والحكاية عند العجم ، وهي مجموعة حكايات قصيرة تعتمد على سرد شخصية واحدة محورية ،للحكاية،
وبأسلوب فكاهي ساخر ، والمقامة مأخوذة من المقام أي المجلس الذي يقوم فيها الراوي بذكر القصة القصيرة .
وليست مثل فن الرواية يعتمد على سلسلة أحداث بين شخصيات محورية كما أوضحنا سالفا .
نواصل أسباب لماذا لم يعرف العرب القدامى فن المسرحية الشعرية :
أم لأن التمثيل حرام أو مكروه عند فقهاء المسلمين ؟ فمعظم المسرحيات المكتوبة كانت تمثل على خشبة المسرح فلهذا لم يهتم الأدباء العرب بكتابة المسرحيات والعمل الدرامي .
ولماذا اذن لم يهتم بهذا الفن ملوك الدولة العباسية وقد كانوا هم وفقاءهم يجيزون جلسات اللهو والرقص والاستماع لغناء الجواري ؟
والتي ليس فيها سوى تهييج الشهوات.
فهل إثم كتابة وتمثيل المسرحية والقصة التي فيها الحكمة والعظة والنقد وتحليل النفس والعلاقات الانسانية هو أشدّ اثماً من الرقص والغناء والمجون والشراب الذي فيه ذهاب العقل واستحضار الشهوات ؟
أم ترى أن السبب في أن البناء الدارمي للمسرحية والقصة يعتمد على تكوين شخصيات وأحداث ليست على نحو الحقيقة الكاملة والواقع المطابق ويعد ذلك لون من الكذب؟
قلت ، فإن كان الأمر كذلك فما يقال في قصائد المدح والفخر والغزل وكلها تعتمد على الكذب والمبالغة ؟
أم السبب :لأن أصحاب هذا الفن الروائي من الرومان واليونان والفرس وهم كانت عقيدتهم مخالفة لدين الاسلام ؟ .
الله أعلم .
فغاية الأدب بكل ألوانه: ترقيق الحسّ ونشر الحكمة والتأثير البليغ في السامع، وعليه فقد خسر الأدب العربي لوناً مهما وعظيم الأثر في فن التأليف والابداع الانساني هو فن المسرحية والرواية الطويلة .
..
السجع عند العرب :
السجع هو توافق آخر فواصل الجُمَل ،وهو من المحسنات اللفظية، ويكون في النثر وليس الشعر الذي يلتزم القافية والوزن .
ويمتاز السجع بعدم التكرار وترسيخ الأفكار واستثارة نفس الملتقي .
وهو كثير في الأحاديث النبوية ، مثل : " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ" . رواه مسلم .
وفي باب السجع عند كتاب الجاحظ البيان والتبيين :
ووصف أعرابي رجلا فقال: (صغير القدر، قصير الشّبر، ضيّق الصدر، لئيم النجر، عظيم الكبر، كثير الفخر ) .
الشّبر: قدر القامة، تقول: كم شبر قميصك، أي كم عدد أشباره. والنّجر: الطباع
وقالوا : (لا تغتر بمناصحة الأمير، إذا غشك الوزير) .
وقالوا: (من صادق الكتّاب أغنوه، ومن عاداهم أفقروه) .
وقالوا: ( اجعل قول الكذّاب ريحا، تكن مستريحا )