M
mahlawy
الله يستجيب للكافرين أيضا
أحيانا قد يخالجني شعور بعدم استجابة دعاء ما ، خصوصا عندما أرى حال طاعتي وعبادتي ليست في أفضل حالها ، فأقول في نفسي أنّي يستجاب لي وقد علمت من المرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم في شروط استجابة الدعاء ،
وكذلك قوله تعالى (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) الرعد 14 ،
فما تحقيق ذلك في دين الله وكتابه الحكيم ؟
-تفسير " وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ " :
سورة الرعد
فمعناها ليس في نفي استجابة الله لدعاء الكافرين مطلقا ،
إنما الآية تخص دعاء الكافرين لشركائهم من دون الله ، وأن سؤالهم لهم حقا في ضلال حيث أنهم لايدعون شيئا ، فشركاء الكافرين إما أنّ وجودهم ليس له حقيقة ، وإما أنهم موجودين لكنهم لايقدرون على شيء .
إذن فالآية ليست في دعاء الكافرين لله سبحانه وتعالى ولا يصح أن يحتج بها في أن الله لا يستجيب للكافر .
- إجابة الكافر :
من الكافر ؟
الاجابة تحتاج الى تفصيل ، فمن الكافر الذي تقصده ؟ هل هو الذي يكفر باليوم الآخر فحسب ؟
أم الذي يكفر بوجود الله ؟
أم الذي يكفر بقدرته المطلقة ؟
أم الذي يؤمن بطاعة لله ويكفر بغيرها ؟
أم الذي يصدق ويؤمن بكل ما سبق لكنه يستكبر عن عبادة ما ؟
أم الذي يؤمن بالله لكنه يؤمن بغيره ؟
كل هؤلاء أصناف شتى من الكافرين ، فأي منهم تنفي استجابة دعائه ؟
-ثالثا : دعاء إبليس :
زعيم الكفار علم أن الله مجيب الدعاء حتى للكافرين ، فسأله وهو في قمة العصيان وغضب الله عليه قال (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) أي أخرني الى يوم البعث فأجابه تعالى : " قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ " سورة الحجر ، ص .
وكما ترى فإن الشيطان يؤمن بالبعث واليوم الآخر ولا يكفر بهما مقابل كفار العرب الذين كانوا لايؤمنون بقدرة الله في البعث ولا يؤمنون بيوم الحساب ولا بعذاب النار ،
وبالطبع لم ينكر ابليس وجود الله بدليل مخاطبته لله تعالى مقابل الملحدين الذين يكفرون بوجود الله ،
وأيضا كما ترى فقد صدق ظن ابليس في استجابة الله لسؤاله ،
ولم يمنعه عن سؤال ربه أن أنزل تعالى لعنته عليه الى يوم الدين .
دعاء المشركين:
حتى المشركين يجاب لهم في حالة الاخلاص :
قال تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي أخلصوا دينهم من الشرك ودعوا الله وحده ،
فيقول تعالى ( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) العنكبوت .
وقوله ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا ) الاسراء
الله يستجيب الدعاء :
ينبغي للعبد أن يؤمن بأن الله من صفاته وأسمائه أن سميع مجيب الدعاء ،
وأنه هو الرحمن الرحيم ، ويعتقد ان الله هو رب العالمين جميعا مؤمنهم وكافرهم ، صالحيهم وفاسقهم ـ
لكن انتبه الى الفرق بين استجابة الله لمن يحبه ؟ ولمن يبغضه ؟
ومن هو ربه ووليه ووكيله الله ؟ ومن هو ربه الله ووليه الشيطان .
التعديل الأخير: