ما الجديد

حكم التوسل لله بالصالحين

أصل التوسل لله التوسل لله بالصالحين بين المانعين والمجيزين فما أسبابه ؟ أسبابه : - الجهل بالدين وعقيدة التوحيد -والغلو في تعظيم الصالحين الذين على رأسهم...

مزيد من الموضوعات ل م/محسن

م

م/محسن

d0c8dfd8e3c3fed7efd502532f2b169a.png.webp

أصل التوسل لله

التوسل لله بالصالحين بين المانعين والمجيزين فما أسبابه ؟
أسبابه : - الجهل بالدين وعقيدة التوحيد
-والغلو في تعظيم الصالحين الذين على رأسهم الأنبياء والرسل .
- وتقليد بعض أهل العلم بدون أدلة شرعية

أصل التوسل ومعناه :


في اللغة :
الوَسِيلَةُ : مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْر، وَالْجَمْعُ الوُسُلُ والوَسَائِلُ . والتَّوْسِيلُ والتَّوَسُّلُ وَاحِدٌ .
والوسيلة هِيَ فِي الأَصل مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلى الشَّيْءِ ويُتَقَرَّب بِهِ،
وَالْمُرَادُ بِهِ القُرْبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى كما فِي حَدِيثِ الأَذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة ،
وَقِيلَ: هِيَ الشفاعةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنازِل الْجَنَّةِ .
فالعبد حين يريد أن يسأل غيره من الناس في أمر ما يحتاجه فهو يتخذ وسيلة أو طريقة لضمان الإجابة لسؤاله ،
والوسائل متعددة فقد تكون في هدية يقدمها للمسئول ، أو يصحب معه شخص محبب من المسئول ، أو يذكر المسئول بقرابته وصلته الخ من الوسائل .
وهكذا حال العبد مع ربه حيث يقول تعالى في كتابه
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)
وتوسل العبد قد يكون بإيمانه (1)،
أو (2) بأحد من رسله لكن في حياته ، كما جاء في الكتاب حيث قال قوم فرعون لموسى (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ‌ٱدۡعُ ‌لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ ٱلرِّجۡزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ ) الأعراف .
ومع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى (وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ ‌وَٱسۡتَغۡفَرَ ‌لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا )٦٤ النساء
هذا في الدنيا وفي حياة الرسل حيث يتوسل بدعاء الرسل وليس بذواتهم .
أما يوم القيامة ، عن أبي هريرة قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال: "لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء يقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يا رسول الله، أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، فيقول: يا رسول الله أغثني. فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك)، الحديث ..

أخرجه الشيخان في الصحيحين.
_____​

فلفظ الوسيلة مذكور في القرآن في قوله تعالى (: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} وفي قوله تعالى : {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} .

- فالوسيلة التي أمر الله أن تبتغى إليه وأخبر عن ملائكته وأنبيائه أنهم يبتغونها إليه هي ما يتقرب به إليه من الواجبات والمستحبات.
فجماع الوسيلة التي أمر الله الخلق بابتغائها هو التوسل إليه باتباع ما جاء به الرسول، لا وسيلة لأحد إلى ذلك إلا ذلك.
"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ‌ٱلۡوَسِيلَةَ" المائدة
والخلق كلهم يسألون الله مؤمنهم وكافرهم، وقد يجيب الله دعاء الكفار؛ فإن الكفار يسألون الله الرزق فيرزقهم ويسقيهم، وإذا مسهم الضر في البحر ضل من يدعون إلا إياه، فلما نجاهم إلى البر أعرضوا وكان الإنسان كفورا.

والتوسل لله بثلاثة وسائل محددة ومعينه لا زيادة ولا يضاف اليها
1- التوسل بالطاعة والايمان .
2- التوسل بدعاء الرسل في حياتهم .
3. التوسل بأسماء الله قال تعالى :وَلِلَّهِ ‌ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَا" الأعراف .
يقول ابن تيمية في كتابه " القاعدة الجليلة" :
وإذا تبين ما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، في حق أشرف الخلق وإذا وإذا تبين ما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، في حق أشرف الخلق وأكرمهم على الله عز وجل، وسيد ولد آدم وخاتم الرسل والنبيين، وأفضل الأولين والآخرين، وارفع الشفعاء منزلة وأعظمهم جاهاً عند الله تبارك وتعالى، تبين أن من دونه من الأنبياء والصالحين أولى بأن لا يشرك به، ولا يُتخذ قبره وثناً يعبد، ولا يُدعى من دون الله لا في حياته ولا في مماته.​


- ولا يجوز لأحد أن يستغيث بأحد من المشايخ الغائبين ولا الميتين، مثل أن يقول: يا سيدي فلاناً أغثني وانصرني وادفع عني، أو أنا في حسبك. ونحو ذلك.

- بل كل هذا من الشرك الذي حرم الله ورسوله، وتحريمه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام، وهؤلاء المستغيثون بالغائبين والميتين عند قبورهم وغير قبورهم - لما كانوا من جنس عباد الأوثان - صار الشيطان يضلهم ويغويهم، كما يضل عباد الأصنام ويغويهم فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاثُ به، وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان، وبعض ذلك صدق، لكن لا بد أن يكون في ذلك ما هو كذب، بل الكذب أغلب عليه/ من الصدق.

- وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم، وتدفع عنهم بعض ما يكرهونه، فيظن أحدهم أن الشيخ هو الذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك، أو يظن أن الله تعالى صور ملكاً على صورته فعل ذلك ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله! وإنما هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به المستغيث به.

- كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم، كما كان ذلك في أصنام مشركي العرب، وهو اليوم موجود في المشركين من الترك والهند وغيرهم.

- وأعرفُ من ذلك وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به قد جئنا في الهواء ورفعنا عنهم، ولما حدثوني بذلك بينتُ لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات للشيخ فتقوى عزائمهم في الاستغاثة بالشيوخ الغائبين والميتين....

فالمعبود لهم في قصدهم إنما هو للملائكة والأنبياء والصالحين أو الشمس أو القمر وهم في نفس الأمر يعبدون الشياطين، فهي التي تقصد من الإنس أن يعبدها وتظهر لهم ما يدعوهم إلى ذلك، كما قال تعالى (34: 40 - 41) : {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}.سورة سبأ

التوسل بدعاء الرسل بعد مماتهم

قد بينا كيف توسل قوم مصر بالنبي موسى عليه السلام في رفع العذاب عنهم لكن بدعاء موسى كما بين الله تعالى في كتابه ،
وفي هذا الصدد يقول الشيخ الألباني
:
أما الصحيح (أي أحاديث التوسل بالنبي "ص") فلا دليل فيه البتة على المدعي مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء،
وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم ، فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم،
ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن وغير جائز
 
عودة
أعلى