ما الجديد

خطايا الصوفية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع م/محسن
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

شطحات الصوفية اعلم أن حجر أساس الفكر الصوفي قائم على الابتداع في الدين ، وابتداع طرق في ذكر الله بصيغ وأعداد مخصوصة لم ترد في السنة ، وابتداع غاية لهذا...

مزيد من الموضوعات ل م/محسن

م

م/محسن

مشاهدة المرفق 420

شطحات الصوفية


اعلم أن حجر أساس الفكر الصوفي قائم على الابتداع في الدين ،
وابتداع طرق في ذكر الله بصيغ وأعداد مخصوصة لم ترد في السنة ، وابتداع غاية لهذا الذكر غير ما علم عن ذكر الله أنه طاعة لله وبغية رضا الله ، فزعموا ان غاية ذكر الله هو الفناء والمشاهدة و معرفة معارف وحقائق إلهية لم ترد في القرآن والسنة .
أما بعد ،
فهذه جملة من خطايا الصوفية نطرحها لا على سبيل تفصيلها فكل خطيئة منها تحتاج الى مقالات وصفحات في السرد والرد ،
وإنما نعرضها على سبيل الاجمال ليسهل الاطلاع عليها وحفظها .
ثم إني لا أزعم اجتماع جميع الخطايا في كل أفراد الصوفية .

(1) غموض معنى مصطلح التصوف وأصله ، فالعبادات في الدين ومصطلحاتها ينبغي وضوح معناها ومعرفة أصلها ودلائلها ،

وما بني على باطل فهو باطل ، وما بني على غموض ومشكل فهو غامض ومثير للريبة والالتباس .
(2) ابتداع فرقة وجماعة في المسلمين (الطرق الصوفية) وتكريس الخلاف بينهم والله ورسوله نهى عن التفرق والتشيع في الدين واشاعة البغضاء والتنازع .
(3) النذور والذبح لغير الله ( الأولياء أصحاب الأضرحة) ،
ويتبعها الكسب الحرام من ايرادات صناديق النذور في المساجد التي فيها الأضرحة .
(4) سؤال واستغاثة الأموات وطلبهم في تحقيق حاجاتهم الدنيوية .
(5) تعظيم غير الله (الأولياء والأقطاب)
واتخاذهم أندادا يحبونهم كحب الله او أشد حبا ( الأولياء والأسياد )

(6) اتخاذهم الكهنوت تشبها بكهنوت المسيحيين النصارى (الواسطة بين العبد وربه ) والذين يعتقدون أن الكهنوت هو قوّة الله وسلطته. من خلاله ينجز الله عمله ومجده الذي يقضي بإحداث خلود الإنسان وحياته الأبدية ، و يسمح يسوع المسيح للأعضاء المستحقّين من الرجال في الكنيسة بحمل كهنوته.
فترى الولي والقطب في الصوفية يعادل الكاهن في المسيحية والحاخام في اليهودية .
ويبرر الصوفية ذلك بأن الله قد خلق الأسباب والوسائل في الدنيا لنيل رزقه ومحبته وفضله ومنزلته واجابة الدعاء ، فكان هؤلاء الشيوخ والأولياء هم الأسباب والوسائل .اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .
(7) الشطط والغلو في مدح النبي " لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى بن مريم"
(8) الابتداع في الدين في مجالس الذكر وما يسمونه الحضرة وكانت قديما يطلق عليها السماع فيحضر اخوان الطريقة لسماع القصائد الملحنة والانشاد بأصوات مستحسنة وقد يشارك فيها النساء والانفعال معها بالتصفيق والتمايل ،
ويقوم شيخ الحضرة بعقدها وادارتها مع تقديم الطعام للحاضرين ، ويزعم بعضهم حضور أرواح الأولياء لتلك الحضرات ،
وجمهور الفقهاء على كراهية او تحريم الغناء .
يقول الجنيد أحد أعلام الصوفية :
" تنزل الرحمة على هذه الطائفة في ثلاثة مواضع، عند الأكل لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة، وعند المذاكرة لأنهم لا يتحاورون إلا في مقامات الصدّيقين، وعند السماع لأنهم يسمعون بوَجْد ويشهدون حقاً (احياء علوم الدين للغزالي ).
قلت : بفرض أن سماع الغناء مباح فلا يجوز أبدا جعله من المشروع والمستحب كما تفعل الصوفية

(9) ابتداع لمنزلة خاصة للعبد المسلم ينالها عبر جماعتهم بطرق مخصوصة يشرف عليها شيوخهم وهي الولاية وتخريج الأولياء الذين لهم كرامات لازمة واجبة تعادل معجزات الأنبياء بل تفوقها وجعل الولاية اعلا مقاما من النبوة ، ومعلوم أن كل مؤمن موحد بالله طائع مستقيم هو ولي لله والله مولاه، وعده الله بحياة طيبة في الدنيا وأجر عظيم في الآخرة .

(10)التقول على الله في صفاته وأفعاله فمثلا ( قال أحدهم لو شاء الله لأدخل الكافر الجنة ) وزعمهم أنه ربما يدخل الله ابي لهب وزوجته الجنة ، فربما تدركهم رحمة الله يوم القيامة ،
لأن في عقيدتهم جواز أن يخالف الله وعده للمطيع في قرآنه فيعذبه كما يجوز أن يخالف وعيده للعاصي في كتابه فيثيبه ويدخله الجنة لأن الكريم قد يرجع في وعيده وأن ذلك من الممكنات في حق الله .
وهذه مخالفة صريحة لأصول القرآن وصلب العقيدة الاسلامية ،
حيث يقول الله عن نفسه " إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ ‌صِرَٰطٖ ‌مُّسۡتَقِيمٖ" هود و " وَعۡدَ ٱللَّهِ ‌لَا ‌يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ " الروم .و (‌يَوۡمَ ‌يَأۡتِي تَأۡوِيلُه ) -أي القرآن -الأعراف
(11) تزكيتهم أنفسهم :
وقد علموا بنهي الله عن ذلك فكان خلع الألقاب مثل " العارف بالله " و" رضي الله عنه " والقطع بمنزلة الشيوخ والموتى منهم عند الله .
(12)يزعمون أن شيوخهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما .

(13) الزعم أن التدبر في القرآن يصرف النظر عن الله فقد جعلوا الفناء في الله في زعمهم هو غاية الصوفي وزعموا أيضاً أن تدبر القرآن يصرف عن هذه الغاية.
(14) الزعم بأن أجر أذكارهم المبتدعة أفضل من القرآن .
(15) زعمهم أن من قرأ القرآن وفسره، عاقبه الله لأن للقرآن أسرار ورموزاً، وظهراً وبطناً ولا يفهمها إلا الشيوخ الكبار ولو تعرض شيء من تفسيره أو فهمه عاقبه الله عز وجل.
(16) جعلوا القرآن والحديث هو الشريعة والعلم الظاهر وأما العلوم اللدنية الأخرى في زعمهم فهي أكمل وأعلى من القرآن.
(17) لشيوخ الصوفية وكبارهم شطحات قولية تندرج تحت الزندقة والكفر ، انظر الى كتبهم وأحاديثهم .
(18) أعداء الاسلام من النصارى واليهود يحبون الصوفيين ويثنون عليهم ويدعمون الفكر الصوفي ، وقد أخبرنا الله أنهم لا يحبون النبي والذين آمنوا معه .
(19) لهم تأويلات باطنية باطلة لآيات القرآن والحديث الشريف ، لا دليل لها من لغة أو اشارة لآيات وأحاديث أخرى ،
ومعلوم أن التفسير والتأويل قائم على معاني اللغة وتفسير القرآن بالقرآن وأسباب النزول وأن الفتح من الله يدور بينهم ، وليس الفتح من أوهام نفسية وخواطر شيطانية .

(20) البعض من الصوفية ومشايخهم يكرهون اللحى يحلقونها ولا يطلقونها كما ورد في السنن النبوية .
ولا أراهم يفعلون ذلك إلا تشبها بالمردان وهم الذين لا ينبت شعر وجوههم وافتتان النساء بهم ، كما أن بعض شيوخهم يستصحبون المردان في مجالسهم .
(21) يبيحون الرقص والغناء في المساجد .
(22) يجعلون المجانين والهائمين على وجوههم في الطرقات أولياء وينظموهم في سلك العارفين وأرباب الكرامات وينسبون إليهم الفضل والمقامات.

(23) اقامة الموالد لإحياء ذكرى شيوخهم وأغلبها تتسم بالمخالفات الشرعية .
(24) زعمهم أن لشيوخهم كشوف والهامات ووحي مزعوم للأولياء ومنامات ولقاءات بالأموات السابقين والروحانيين وبالخضر عليه السلام.
بل ورؤيتهم لهم في اليقظة .
(25) اعتقادهم بوحدة الوجود بين الخالق والمخلوق .
وزعمهم ان طلب الجنة منقصة لا تليق بالولي .
(26) العلاقة بين الشيخ والمريد تتعدى ما بين المعلم وبين طلابه من توقير وحب الى التعظيم والطاعة المطلقة لدرجة أن المريد لا بد له من إذن وإجازة الشيخ الصوفي له في ذكر الله .
(27) يزعمون ان الولي يتجاوز عنه الله في التكاليف .
فلا بأس إن ترك السيد البدوي صلاة الجمعة .
(28) لا ينكرون على حاكم أي ظلم للرعية ، وهم أبعد الناس عن شقاق السلطان ، وهم أحب الناس عند السلاطين والحكام .
(29) فتنة كرامات الشيوخ والصالحين واختلاطها بالأكاذيب ، ولقد افتتن النصارى بالمعجزات التي جرت لعيسى بن مريم كإحياء الموتى وشفاء المرضى والصرعى .
(30) الكذب والخداع والمراوغة ، ويخفون كثيرا من أحوالهم وأقوالهم لخواصهم ومريديهم عن عامة المسلمين ويزعمون انها من الأسرار التي لا يجب اذاعتها ونشرها للعوام فيعقدون الجلسات والحضرات الخاصة ،
قال الله (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) آل عمران.

- الدليل من السنّة على حكم اعمال الصوفية

من تقديس وزيارة الاضرحة والذبح عندها واقامة الموالد والكهنوت وغيرها .
في الصحيحين عن ‌أبي سعيد الخدري :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ‌لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه.
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟
قال فمن . "
 
التعديل الأخير:

الدخن في الاسلام

روى مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان
قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟
قال: نعم،
فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟
قال: نعم، وفيه دخن،

قلت: وما دخنه؟

قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ... (الحديث ) وفي نهاية الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " فاعتزل تلك الفرق كلها " . انتهى الحديث

قلت :
وأظن أن الصوفية وطرقها من هذا الدخن ،
فإذا قيل أنك تفتري عليهم وتطلق كلاما مرسلا
قلت لهم : من تتبع احوالهم وقرأ في كتبهم علم حقيقة ما قلت فيهم
واليكم دليلا واضحا من أحد كنب ائمة الصوفية
كتاب الطبقات الكبرى للشعراني ( تابع )
 
التعديل الأخير:
من مقدمة كتاب الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ،
والذي يسميه الصوفية ب القطب الرباني 898-973 هـ
والذي جمع فيه تراجم لكبار الصوفية ومن تلبيسه على المسلمين أن صدرهم بالعشرة المبشرين بالجنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة والتابعين .
ولما قالوا أن الشعراني زعم أن كتابه هذا الطبقات سرق منه واشتكى أنهم دسوا أجزاءا الى كتابه وانه بريء مما نسب اليه ، اكتفيت بذكر وعرض مقدمة كتابه التي كتبها .


يقول الشعراني :

وبعد: فهذا كتاب لخصت فيه طبقات جماعة من الأولياء الذي يقتدي بهم في طريق االله عز وجل من الصحابة والتابعين إلى آخر القرن التاسع وبعض العاشر، ومقصودي بتأليفه فقه طريق القوم في التصوف من آداب المقامات والأحوال لا غير...
ثم قال : وختمت هذه الطبقات بذكر نبذة صالحة من أحوال مشايخي الذين أدركتهم في القرن العاشر، وخدمتهم زماناً، أو زرم تبركاً في مشايخ السلف وجميعهم من مشايخ مصر المحروسة وقراها رضي االله عنهم أجمعين.
وقال : وسميته بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار،
وصدرته بمقدمة نافعة تزيد الناظر فيه اعتقاداً في هذه الطائفة، إلى اعتقاده، وتشير من طرف خفي إلى أن الإنكار على هذه الطائفة لم يزل عليهم في كل عصر، وذلك لعلو ذوق مقامهم على غالب العقول..

_________
قال الشعراني : وقد رأيت رسالة أرسلها الشيخ محيي الدين بن العربي رضي االله عنه للشيخ فخر الدين الرازي صاحب التفسير، يبين له فيها نقص درجته في العلم. هذا والشيخ فخر الدين الرازي مذكور في العلماء الذين انتهت إليهم الرياسة في الاطلاع على العلوم من جملتها :

اعلم يا أخي وفقنا االله وإياك أن الرجل لا يكمل عندنا في مقام العلم، حتى يكون علمه عن الله عز وجل بلا واسطة من نقل، أو شيخ،
فإن من كان علمه مستفاداً من نقل، أو شيخ، فما برح عن الأخذ عن المحدثات، وذلك معلول عند أهل االله عز وجل،
ومن قطع عمره في معرفة المحدثات وتفاصيلها، فاته حظه من ربه عز وجل، لأن العلوم المتعلقة بالمحدثات يفني الرجل عمره فيها، ولا يبلغ إلى حقيقها،
ولو أنك يا أخي سلكت على يد شيخ من أهل االله عز وجل، لأوصلك إلى حضرة شهود الحق تعالى، فتأخذ عنه العلم بالأمور من طريق الإلهام الصحيح، من غير تعب ولا نصب، ولا سهر، كما أخذه الخضر عليه السلام، فلا علم إلا ما كان عن كشف وشهود، لا عن نظر، وفكر، وظن، وتخمين.

وكان الشيخ الكامل أبو يزيد البسطامي رضي االله عنه يقول لعلماء عصره :
" أخذتم علمكم من علماء الرسوم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت."

وينبغي لك يا أخي ألا تطلب من العلوم إلا ما تكمل به ذاتك، وينتقل معك حيث انتقلت، وليس ذلك إلا العلم بالله تعالى، من حيث الوهب والمشاهدة، فإن علمك بالطب مثلاً إنما يحتاج إليه في عالم الأسقام، والأمراض، فإذا انتقلت إلى عالم ما فيه سقم، ولا مرض، فمن تداوى بذلك العلم.
فقد علمت يا أخي أنه لا ينبغي للعاقل أن يأخذ من العلوم إلا ما ينتقل معه إلى البرزخ، دون ما يفارقه عند انتقاله إلى عالم الآخرة، وليس المنتقل معه إلا علمان فقط، العلم بالله عز وجل، والعلم بمواطن الآخرة. حتى لا ينكر التجليات الواقعة فيها، ولا يقول للحق إذا تجلى له نعوذ بالله منك كما ورد، فينبغي لك يا أخي الكشف عن هذين العلمين، في هذه الدار لتجني ثمرة ذلك في تلك الدار، ولا تحمل من علوم هذه الدار، إلا ما تمس الحاجة إليه في طريق سيرك إلى االله عز وجل على مصطلح أهل االله عز وجل،

وليس طريق الكشف عن هذين العلمين، إلا بالخلوة، والرياضة، والمشاهدة، والجذب الإلهي، وكنت أريد أن أذكر لك يا أخي الخلوة وشروطها، وما يتجلى لك فيها على الترتيب شيئاً فشيئاً، لكن منعني من ذلك الوقت، وأعني بالوقت من لا غوص له في أسرار الشريعة، ممن دام الجدال حتى أنكروا كل ما جهلوا، وقيدهم التعصب، وحب الظهور، والرياسة، وأكل الدنيا بالدين عن الإذعان لأهل االله تعالى، والتسليم لهم. انتهى.

وقد حكى الشيخ محيي الدين بن العربي في الفتوحات وغيرها :
أن طريق الوصول إلى علم القوم الإيمان، والتقوى قال االله تعالى: "ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" الأعراف: 96 ،
أي أطلعناهم على العلوم المتعلقة بالعلويات والسفليات، وأسرار الجبروت، وأنوار الملك، والملكوت ،

وقال تعالى: "ومن يتق االله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" الطلاق: .3 والرزق نوعان روحاني وجسماني ،

وقال تعالى: "واتقوا االله ويعلمكم االله" البقرة.282: أي يعلمكم ما لم تكونوا تعلمونه بالوسائط من العلوم الإلهية، ولذلك أضاف التعليم إلى اسم االله الذي هو دليل على الذات، وجامع للأسماء، والأفعال والصفات،

ثم قال رضي االله عنه، فعليك يا أخي بالتصديق، والتسليم لهذه الطائفة، ولا تتوهم فيما يفسرون به الكتاب، والسنة.
أن ذلك إحالة للظاهر عن ظاهره ،
ولكن لظاهر الآية والحديث مفهوم بحسب الناس، وتفاوت في الفهم، فيمن المفهوم ما جلب له الآية والحديث، ودلت عليه في عرف اللسان، وثم أفهام أخر باطنة تفهم عند الآية، أو الحديث لمن فتح االله تعالى عليه،


إذ قد ورد في الحديث النبوي أن لكل آية ظاهراً، وباطناً وحداً، ومطلعاً إلى سبعة أبطن، وإلى سبعين، فالظاهر هو المعقول والمقبول من العلوم النافعة، التي تكون الأعمال الصالحة والباطن هو المعارف الإلهية، والمطلع هو معنى يتحد فيه الظاهر والباطن، والحد، فيكون طريقاً إلى الشهود الكلي الذاتي،
فافهم يا أخي ولا يصدنك عن تلقي هذه المعاني الغريبة عن فهوم العلوم من هذه الطائفة الشريفة، قول ذي جدل ومعارضة إن هذا إحالة لكلام االله تعالى، وكلام رسول االله صلى االله عليه وسلم، فإنه ليس ذلك بإحالة، وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية الشريفة، أو الحديث إلا هذا الذي قلناه، وهم لم يقولوا ذلك بل يقرون الظواهر على ظواهرها مراداً بها موضوعاتها ، ويفهمون عن االله تعالى في نفوسهم، ما يفهمهم بفضله ويفتحه على قلوبهم برحمته ومنته. ومعنى الفتح في كلام هؤلاء القوم حيث أطلقوه كشف حجاب النفس، أو القلب، أو الروح، أو السر لما جاء به رسول االله صلى االله عليه وسلم من الكتاب العزيز، والأحاديث الشريفة.
إذ الوالي قط لا يأتي بشرع جديد، وإنما يأتي بالفهم الجديد في الكتاب، والسنة الذي لم يكن يعرف لأحد قبله، ولذلك يستغربه كل الاستغراب من لا إيمان له بأهل الطريق، ويقول: هذا لم يقله أحد، على وجه الذم، وكان الأولى أخذه منه على وجه الاعتقاد واستفادته من قائله،

ومن كان شأنه الإنكار لا ينتفع بأحد من أولياء عصره، وكفى بذلك خسراناً مبيناً،
وربما يفهم المعترض من اللفظ ضد ما قصده لافظه، كما وقع لشخص من علماء بغداد أنه خرج يوماً إلى الجامع فسمع شخصاً من شربة الخمر ينشد :
إذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهار ،
ولا تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاق عن الصغار ،

فخرج هائماً على وجهه للبراري إلى مكة، فلم يزل على ذلك الحال إلى أن مات،

فما منع من سماع الأشعار، والتغزلات، إلا المحجوب الذي لم يفتح االله تعالى على عين فهم قلبه، إذ لو فتح االله تعالى على عين فهم قلبه، لنظر بصفاء الهمة، وسمع بثاقب الفهم، ونور المعرفة وأخذ الإشارة من معاني الغيب واتبع أحسن القول بحسب ما سبق إلى سره قال تعالى: "فبشر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم االله وأولئك هم أولوا الألباب" الزمر: .17-18
(يتبع ) ...
 
عودة
أعلى