ما الجديد

لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع yasma
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نظرة في آية : قال تعالي { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً...

مزيد من الموضوعات ل yasma

yasma

مراقب المنتدى
إنضم
Nov 16, 2021
المشاركات
3K
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
images (1).webp

نظرة في آية :
قال تعالي { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)}[الروم] "
فإذا تأملنا هذه الآية الكريمة نجد أن الله تعالي قال: لتسكنوا إليها.. ولم يقل : لتسكنوا "عندها" .. أو : لتسكنوا "معها" ..
فسكن الشيء إلى الشيء بمعنى اطمأن وارتاح وأحسّ فعلاً بالأمان الداخلي أي أن السكن هنا سكنٌ قلبيّ وروحيّ وليس سكنٌ مكانيٌّ..
فجاءت إلى: بمعنى السكن الروحي ..وعند: للسكن المكاني ..
ولم يقل لتسكنوا معها لأن الحياة الزوجية ليست مجرد قضاء شهوة بل هي تزاوج عقلين وروحين
يقول الفخر الرازي :"يقال "سكن إليه" للسكون القلبي ..و"سكن عنده" للسكون الجسماني
لأن كلمة "عند "جاءت لظرف مكان ..وذلك للأجسام.. وكلمة "إلى" للغاية وهي القلوب..

فالزوجة قيل لها : سكن، بهذا الاعتبار، قال تعالي {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا (189)} [الأعراف].
 

لماذا المرأة هي السكن وليس الرجل؟

لماذا وصف القرآن المرأة مادحًا لها بأنها هي السكن وليس الرجل؟

سؤال مهم يحتاج منا لتوقّف وتأمّل؛ لنعرف كيف تكون المرأة سكنًا للرجل؟

وهل يمكن أن يكون الرجل سكنًا للمرأة؟

فقد يملك الرجل عدة عقارات ومساكن، ولكنه يفتقر للسكن الحقيقي، وهو المرأة في حياته، ولا أقول هذا نظريًا، بل سمعتُ هذا الكلام من عدة رجال كانوا يصارحونني بمشاعرهم الداخلية، ويقولون لي إنه لا ينقصهم شيء من المال والصحة والجاه والمنصب، ولكن كلًّا منهم يفتقر لراحة نفسية بالسكون والسكينة لامرأة يحبها وتحبه، فهل السكن في البنيان أم في راحة الإنسان؟


فالله تعالى وصف المرأة بالسكن عندما قال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون)، فالمرأة سكن للرجل، كما أن الرجل مركز أمان للمرأة، ويجمع بينهما المودة والرحمة، فالمرأة تربّي الأبناء وتجمعهم، وتدير البيت من الصباح إلى المساء، لا تأخذ إجازة، ولا ترتاح، وهي تؤدي عملها هذا بحب وشوق، ويشعر الرجل بفراغ كبير في حياته لو فقد المرأة، حتى لو كان يملك المساكن الكثيرة، فهي إذًا سكن ومسكن للأسرة.

دكتور جاسم المطوع
 
عودة
أعلى