- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 764
الضيافة في الاسلام
الضيافة حق على كل المسلمين بعضهم بعضا ،حيث أن واجب الضيافة مذكور في الكتاب والسنة ، قال الله تعالى (هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيۡفِ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ إِذۡ دَخَلُواْ عَلَيۡهِ فَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ قَوۡمٞ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجۡلٖ سَمِينٖ )
وقال في قصة موسى مع الخضر (فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا " الكهف .
قال القرطبي في التفسير : فاستحق أهل القرية لذلك أن يذموا، وينسبوا إلى اللؤم والبخل، كما وصفهم بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام. قال قتادة في هذه الآية: شر القرى التي لا تضيف الضيف ولا تعرف لابن السبيل حقه. ويظهر من ذلك أن الضيافة كانت عليهم واجبة، وأن الخضر وموسى إنما سألا ما وجب لهما من الضيافة، وهذا هو الأليق بحال الأنبياء، ومنصب الفضلاء والأولياء.
وقال القرطبي : والضيافة من مكارم الأخلاق، ومن آداب الإسلام، ومن خلق النبيين والصالحين.
وإبراهيم أول من أضاف على ما تقدم في" البقرة" وليست بواجبة عند عامة أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم:" الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة فما كان وراء ذلك فهو صدقة". والجائزة العطية والصلة التي أصلها على الندب.
وقال صلى الله عليه وسلم:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
وإكرام الجار ليس بواجب إجماعا، فالضيافة مثله. والله أعلم.
وذهب الليث إلى وجوبها تمسكا بقوله صلى الله عليه وسلم:" ليلة الضيف حق" إلى غير ذلك من الأحاديث..
أهل الضيافة :
واختلف العلماء فيمن يخاطب بها، فذهب الشافعي ومحمد بن عبد الحكم إلى أن المخاطب بها أهل الحضر والبادية.وقال مالك: ليس على أهل الحضر ضيافة. قال سحنون: إنما الضيافة على أهل القرى، وأما الحضر فالفندق ينزل فيه المسافر.
قال ابن العربي: الضيافة حقيقة فرض على الكفاية، ومن الناس من قال: إنها واجبة في القرى حيث لا طعام ولا مأوى، بخلاف الحواضر فإنها مشحونة بالمأواة والأقوات، ولا شك أن الضيف كريم، والضيافة كرامة، فإن كان غريبا فهي فريضة " انتهى
قال ابن قدامة في المغني :
قال أحمد: والضيافة على كل المسلمين، كل من نزل عليه ضيف كان عليه أن يضيفه.
قيل إن ضاف الرجل ضيف كافر يضيفه؟
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم» . وهذا الحديث بين،
ولما أضاف المشرك دل على أن المسلم والمشرك يضاف، وأنا أراه كذلك. والضيافة معناها معنى صدقة التطوع على المسلم والكافر.
واليوم والليلة حق واجب. وقال الشافعي: ذلك مستحب، وليس بواجب؛ لأنه غير مضطر إلى طعامه، فلم يجب عليه بذله، كما لو لم يضفه.
ولنا ما روى المقدام أبو كريمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلة الضيف حق واجب، فإن أصبح بفنائه فهو دين عليه، إن شاء اقتضى، وإن شاء ترك» . حديث صحيح.
والواجب يوم وليلة، والكمال ثلاثة أيام؛ لما روى أبو شريح الخزاعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة "
الحديث متفق عليه.
الضيافة في الاطعام أم المسكن ؟
قلت الظاهر فيما سبق خاصة في ضيف ابراهيم هو اطعام الضيف ، أما السكن فاختلف فيه حيث فرق الفقهاء بين أهل الحضر والبادية .
وفي جواب الشيخ عطية صقر عن سؤال:
مع اختلاف نظم الحياة والمجتمعات أصبحت بيوتنا لا تسمح بإقامة الضيوف فيها لعدة أيام، والإسلام أمرنا بإكرام الضيف وبخاصة مع أولى الأرحام، فما هى الأسس التى وضعها الإسلام لهذه العلاقات ؟
أجاب قائلا :
صح عن النبى صلى الله عليه وسلم كما رواه البخارى ومسلم أنه قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" ومن إكرامه إطعامه وتقديم ما يلزمه، ومنه الإيواء فى مسكن مناسب.
ونظرا لتغير الظروف فى بعض البلاد والأزمان قد يصعب على الإِنسان تدبير مكان لائق للضيف يقيم به المدة المطلوبة، ولذلك فكر بعض الناس فى إعداد دار للضيافة تواجه بها مثل هذه الحالة كالفندق.
جاء فى كتاب "غذاء الألباب" للسفارينى "ج 2 ص 128" أن إبراهيم عليه السلام أول من بنى دار الضيافة وجعل فيها كسوة الشتاء والصيف ومائدة منصوبة عليها طعام. وأثنى السفارينى على ضيافة إبراهيم من أحد عشر وجها يمكن الرجوع إليها.
ثم قال: ضيافة المسلم المسافر المجتاز واجبة على المسلم النازل به فى القرى والأمصار مجانا يوما وليلة، وذلك قدر كفايته، وللضيف حق المطالبة بذلك إذا امتنع عنها، وقال:
تُسَنُّ ثلاثة أيام، وجاء فى حديث رواه البخارى ومسلم وغيرهما قوله "ولا يحل له -أى للضيف - أن يثوى -يقيم- عنده حتى يحرجه".
إذا كانت صلة الرحم مطلوبة فهى فى نطاق الوسع، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وننصح الضيوف والأقارب عند زيارتهم لأصدقائهم أو أقاربهم أن يراعوا ظروفهم، وبخاصة فى البيوت الضيقة فلا يطيلوا الإِقامة عندهم.
وحبذا لو أقام أهل البلد أو الحى دارا لمثل هذه الظروف. وقد يكون فى الفنادق فى المدن منفذ للطوارئ وفيها مستويات تتناسب مع قدرة المضيف. وعلى كل حال فالذوق إحساس نبيل تنبغى مراعاته منعا للإِحراج فى الإِقامة بالذات ما دام هناك متسع فى أماكن خاصة لذلك
وأيضا في فتوى موقع سؤال وجواب :
ويجب عليه – أي الضيف - إذا رغب أو رغبتم في سكنه معكم أن يبتعد عن الدخول على النساء الأجنبيات، ولا سيما في حال انفراد الواحدة منهنَّ؛ لما في حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء....
التعديل الأخير: