- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 777
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
لماذا قوله تعالى ( قريب ) وَلَمْ يَقُلْ قَرِيبَةٌ ؟
ذكر المفسرون في الجواب عنه وجوها:
الأول: أن الرحمة تأنيثها ليس بحقيقي وما كان كذلك فإنه يجوز فيه التذكير والتأنيث عند أهل اللغة
الثاني :لأَنَّ الرَّحْمَةَ وَالرُّحُمَ واحد، وهي بمعنى العفو الغفران، قَالَهُ الزَّجَّاجُ وَاخْتَارَهُ النَّحَّاسُ.
الثالث : وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : الرَّحْمَةُ مَصْدَرٌ، وَحَقُّ الْمَصْدَرِ التَّذْكِيرُ، كَقَوْلِهِ: " فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ ". وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ الزَّجَّاجِ، لِأَنَّ الْمَوْعِظَةَ بِمَعْنَى الْوَعْظِ.
الرابع : وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر مؤنث،
إن كان في معنى النسب يؤنث بلا اختلاف بينهم تقول: هذه المرأة قريبتي، أي ذات قرابتي، ذكره الجوهري. وذكره غيره عن الفراء: يقال في النسب قريبة فلان،
وفي غير النسب يجوز التذكير والتأنيث، يقال: دارك منا قريب، وفلانة منا قريب، قال الله تعالى:" وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا" الأحزاب 63 .
لكن يبقى السؤال : لماذا اختار الله لفظ (قريب ) بدلا من قريبة ؟
لأنه يريد الاشارة الى قرب الله مع رحمته فلو قال "رحمة الله قريبة" لكان المعنى قد اختص فقط قرب الرحمة .
قلت : وهذا مثل قوله تعالى (فَظَلَّتۡ أَعۡنَاقُهُمۡ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء 4
فلم يقل (خاضعة ) نسبة للأعناق لكنه جاء بلقظ ( خاضعين ) ليعبر عن خضوع كل أبعاضهم ونفوسهم ، أي أنهم خاضعين هم وأعناقهم