yasma
مراقب المنتدى
- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 3K
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 38
دعاء سليمان عليه السلام وتدبره: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].
من درر الآية:
١- المسلم ديدنُه شكرُ ربِّه، فهذا سليمان لما رأى نِعَم الله تنزل عليه فزع إلى الشكر.
٢- لن تستطيع شكر ربِّك إلا بتوفيقه وإلهامه لك ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾، والتوفيق للشكر يحتاج إلى شكر آخر، فستظل دائمًا يلهج لسانُك وقلبُك بقول: ((أبوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ لكَ بذَنْبي))، وبقول: ((لا أُحصي ثناءً عليكَ أنت كما أثنيتَ على نفسِكَ)).
٣- ﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾: لم ينس والديه، فهما سبب وجوده، ولهما فضل عليه ما يسرهما يسرُّه، وما يحزنهما يقلقه، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، قدَّم والديه على سائر المؤمنين؛ لمكانتهما وفضلهما وكذا فعل نوح فقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
٤- ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾؛ المهم هو تعليق قلبك برضا الله، هل سيرضى بعد العمل فضلًا منه ورحمة أم سيردُّ العمل عدلًا منه وحكمةً.
٥- صلاح العمل يقتضي أمرين: الإخلاص، والاتِّباع، وبعد ذلك سَلْ ربَّك القَبول والرِّضا.
٦- أعمالك الصالحة كلها بتوفيق الله وإلهامه لك، فلمَ تعجب بها وأنت لا حول ولا قوة لك إلا بالله، فلولاه ما فعلت شيئًا؟!
٧- ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ ﴾: علم عليه السلام أنه لا دخول للجنة بعمله رغم كونه نبيًّا صالحًا؛ وإنما برحمة الله ابتداءً، وهذا يُذكِّرك بسيِّد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((لن يُنجِّيَ أحدًا منكم عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((ولا أنا، إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ برحمةٍ، سدِّدوا وقارِبوا، واغْدُوا ورُوحوا، وشيءٌ من الدُّلجةِ، والقصدَ القصدَ تبلُغوا))؛ رواه البخاري ومسلم، هذا حال الأنبياء، فما حالنا نحن مع الله.
٨- ﴿ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾، فالشرف كل الشرف أن تعيش وتموت وتُحشَر عبدًا لله صالحًا مع عباده الصالحين تأنس بهم، ويأنسون بك.
9- أهمية الثناء على الله بين يدي الدعاء، ومَن تأمَّل الفاتحة وكذا أدعية النبي يفهم ذلك جيدًا، فانظر إلى ثناء سليمان بين يدي دعائه هنا، وكذا دعاء الرجل الصالح في الآية الأخرى.
10- قال تعالى في آية أخرى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].
فبضم هذه الآية إلى تلك إذا ما قدمت هذا الثناء الذي نقله لنا الله في كتابه من أجل أن يُقال ثم تذكر هذه الأدعية الدعاء بالدخول برحمة الله في الصالحين وصلاح الذرية بعد تقديم التوبة والاستسلام.