- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 775
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
صفات الله كالكبرياء والجبروت لا يجوز أن يتخلق بها البشر
لكن يشرع لهم وينبغي لهم صفات كالقيام بالعدل والشهادة والعلم والعفو والاحسان والشكر والرحمة وغيرها من صفات الاكرام .
قال ابن القيم : " ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها،
وأبغضهم إليه من اتصف بضدها، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان والمهين واللئيم،
وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، ستير يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها " انتهى .
وفي هذا المقال سنركز على صفة عظيمة ينبغي لي ولك أن نتحلى بها وهو صفة الغنى والاستغناء عن الناس والجنّ .
الله و صفة الْغِنَى
الغنى هو من صفات الله الخالق ،
والغني في كلام العرب: هو الذي ليس بمحتاج إلى غيره. وكذلك الله ليس بمحتاج إلى أحد، جل وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، كما قال: إن الله لغني عن العالمين، وكل الخلق إليه -جل اسمه- محتاج، كما قال: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد
فالله عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد فيما خلق وما يخلق، ودبر ويدبر، ويعطي ويرزق، ويقضي ويمضي، وهو على ما يشاء قدير.
المؤمنون وصفة الغنى :
عزّ المؤمن في استغنائه عن الخلقبين ذلك حديث النبي صلى الله عليه رواه سهل بن سعد، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس"
حسَّن إسناده المنذري في الترغيب والترهيب .
فمن أعظم أسباب العزة في الدنيا الاستغناء عن الناس، فلا يزال الإنسان عزيزا محفوظ القدر إذا كان مستغنيا عن الناس، لا يحتاج إليهم، ومتى ما سأل الناس لنفسه وأكثر من مسألتهم وطلب إعانتهم - هان عليهم، وقلَّ قدرُه عندهم؛ وشعر هو بجميل معروفهم عليه؛ فكان أسيرا لهذا الإحسان وعرضة لمن الناس عليه.
و النبي صلى الله عليه وسلم حثّ أصحابه على صفة الاستغناء عن الناس، وعدم طلب الحوائج من الناس، فكان يبايع بعض أصحابه على الاستغناء عن الناس ،
فعن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة ، فقال: ألا تبايعون رسول الله؟
وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله.
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله.
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟
قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتطيعوا - وأَسَرَّ كلمةً خفية - ولا تسألوا الناس شيئا. فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه".
رواه مسلم في صحيحه .
وعنه أيضا صلى الله عليه وسلم قال : " ومَن يَستَغْنِ يُغْنِه اللهُ "
الاستغناء عن سؤال الناس في حالة مرضك :
كثير من الناس يشعرون بالغضب والأسى اذا لم بتصل بهم فلان أو فلان اذ كانوا مرضى بل انهم قد يزدادوا مرضا بسبب أسفهم وغضبهم هذا ،أو قد يدفعهم الى القطيعة مع هؤلاء الذين لم يسألوا عنهم .
الاستغناء عن اللهو
وان كنا ننشد الاستغناء عن الناس في حوائجنا فالأولى أن نستغني عن اللهو والترفيه وكل ما ليس لنا به حاجة ضرورية .فقد ينفق بعض الناس كل مرتبه وما في يديه في اجازة الصيف والسفر للشواطئ والمدن الساحلية ثم يضطر للاقتراض ومد يده للناس لتلبية حوائجه من الأكل والمشرب أو العلاج .