م/محسن
قلب المنتدى
- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 353
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "
قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة
قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر، بطر الحق وغمط الناس". حديث صحيح
الشرح : الكِبْرُ والكِبرِيَاء في اللغة هو العظمة،
قوله " الكِبرُ: بَطَرُ الحَقِّ، وَغَمطُ النَّاسِ، وهو احتقارُهُم ،
لأن الكِبرِيَاءُ والعَظَمَةُ مِن أوصافِ كمالِ الله تعالى وهي واجبة ومستحقة في حق الله تعالى لكنهما في حقنا مستحيلة ولهذا نهى الشرع عنهما . وحرَّمهما ، وجعلهما من الكبائر؛ لأنَّ مَن لاحظَ كمالَ نفسه ناسيًا مِنَّةَ الله تعالى فيما خصَّه به، كان جاهلاً بنفسه وبربِّه، مغترًّا بما لا أصلَ له، وهي صفةُ إبليسَ الحاملةُ له على قوله: أَنَا خَيرٌ مِنهُ وصفةُ فرعونَ الحاملةُ له على قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى ولا أقبَحَ ممَّا صارا إليه؛ فلا جَرَمَ كان فرعونُ وإبليسُ أَشَدَّ أهلِ النار عذابًا؛ نعوذ بالله من الكِبرِ والكفر.
يقول صاحب المفهم : ولمَّا تقرَّر أنَّ الكِبرَ يستدعي متكبَّرًا عليه، فالمتكبَّرُ عليه إن كان هو اللهَ تعالى، أو رُسُولَهُ، أو الحَقَّ الذي جاءت به رسلُهُ؛ فذلك الكِبرُ كُفر. وإن كان غَيرَ ذلك؛ فذلك الكِبرُ معصيةٌ وكبيرة، يُخَافُ على المتلبِّس بها المُصِرِّ عليها أن تُفضِيَ به إلى الكُفر، فلا يدخُلُ الجنَّة أبدًا.
فإن سَلِمَ مِن ذلك، ونفَذَ عليه الوعيد، عوقبَ بالإذلالِ والصَّغَار، أو بما شاء اللهُ مِن عذابِ النار، حتَّى لا يبقى في قلبه مِن ذلك الكِبرِ مثقالُ ذَرَّة، وخَلُصَ من خَبَثِ كِبره حتى يصيرَ كالذَّرَّة؛ فحينئذ يتداركُهُ الله برحمتِه، ويخلِّصُهُ بإيمانِهِ وبركتِه. وقد نصَّ على هذا المعنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المحبوسين على الصِّرَاط لما قال: حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا، أُذِنَ لَهُم فِي دُخُولِ الجَنَّةِ ، والله تعالى أعلم " انتهى.
قلت : ومن علامات الكبر أن الذي فيه كبر لا يسامح في حقه أبدا ولا يعفو ولا يصفح ، بل يغالي في استيفاء حقه ويظل متهجم الوجه ولا يهدأ غضبه ، ويقسو في عقوبته .
وفي المقابل هو لا يعترف ولا يقرّ بحق الطرف المتنازع معه من جار أو زميل أو صاحب أو قريب أو زوج ، وهذا من معنى قوله يغمط الناس ، ولا يعتذر ولا يقرّ بذنبه .
نسأل الله السلامة من الكِبْر ومن كل خلق ذميم .
التعديل الأخير: