- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 775
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
قال تعالى (وَ ءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحۡلَةٗ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓـٔٗا مَّرِيٓـٔٗا ) النساء
يقال :"هنأني الطعام ومرَأني"، أي صار لي دواء وعلاجًا شافيًا،
والذين يقولون هذا القول، يقولون:"يهنَأني ويمرَأني"، والذين يقولون:"هَنَأني" يقولون:"يَهْنِيني وَيمْريني". فإذا أفردوا قالوا:"قد أمرأني هذا الطعام إمراء".
وقيل: (هنيئا) لا إثم فيه ، و (مريئا) لا داء فيه.
وقيل : الهني ، الطيب المساغ الذي لا ينغصه شيء، والمري المحمود العاقبة، التام الهضم الذي لا يضر ولا يؤذي.
يقول: لا تخافون في الدنيا به مطالبة ، ولا في الآخرة تبعة.
أي أكلا هنيئا بطيب الأنفس. هنأه الطعام والشراب يهنئه، وكل ما لم يأت بمشقة ولا عناء فهو هنئ.
وأمرأني الطعام بالألف، أي انهضم.
...
لكن في الجنة قال تعالى في أكل الجنة (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون)
يقول الرازي المفسر : وقوله تعالى " هنيئا " إشارة إلى خلوهما عما يكون فيها من المفاسد في الدنيا منها، أن الآكل يخاف من المرض فلا يهنأ له الطعام، ومنها أنه يخاف النفاد فلا يسخو بالأكل والكل منتف في الجنة فلا مرض ولا انقطاع،
فإن كل أحد عنده ما يفضل عنه، ولا إثم ولا تعب في تحصيله، فإن الإنسان في الدنيا ربما يترك لذة الأكل لما فيه من تهيئة المأكول بالطبخ والتحصيل من التعب أو المنة ، أو ما فيه من قضاء الحاجة واستقذار ما فيه ، فلا يتهنأ ، وكل ذلك في الجنة منتف.
..
ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءَةً ، ومَرَأَ: صَارَ مَرِيئاً .
يُقَالُ : مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إِذَا لَمْ يَثْقُل عَلَى المَعِدة وانْحَدَر عَنْهَا طَيِّباً .
والمَرِيءُ : مَجْرى الطَّعَامِ والشَّراب، وَهُوَ رأْس المَعدة والكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَيَدْخُلُ فِيهِ .