yasma
مراقب المنتدى
- إنضم
- Nov 16, 2021
- المشاركات
- 3K
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 38
سيرة ومسيرة "أينشتاين العرب". .د.علي مصطفى مشرفة.. أحد العلماء السبعة الذين عرفوا سر الذرة
يعد الدكتور على مصطفى مشرفة واحدًا من أعظم علماء الذرة على مستوى العالم، حيث أُطلق عليه "أينشتاين العرب"، حيث ترك العديد من الكتب والأبحاث الهامة فى هذا المجال.
وُلد الدكتور مشرفة في دمياط في ١١يوليو١٨٩٨م، وفي عام ١٩٠٧م حصل على الشهادة الابتدائية وكان ترتيبه الأول على البلاد.
وبعد وفاة والده انتقلت الأسرة إلى القاهرة، والتحق مشرفة بالمدرسة السعيدية بالجيزة، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا عام ١٩١٤م بناء على رغبته.
وفي عام ١٩١٧م أختير لبعثة علمية لأول مرة إلى إنجلترا بعد تخرجه، حيث التحق بكلية نوتنجهام ثم بكلية الملك بلندن، وحصل منها على بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام ١٩٢٤م، ليكون أول عالم مصري والحادي عشر عالميًا يحصل على هذه الدرجة.
كما حصل على شهادة دكتوراة الفلسفة من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها الجامعة للحصول على الدكتوراه.
وفي عام ١٩٢٥م رجع إلى مصر، وعُين أستاذاً للرياضة التطبيقية بكلية العلوم "جامعة فؤاد الأول" جامعة القاهرة حاليآ.
ثم منح مشرفة درجة "أستاذ" في عام ١٩٢٦م، على الرغم من مخالفة قانون الجامعة الذى يمنع منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين عاماً درجة الأستاذ.
كما عُين مشرف عميداً لكلية العلوم عام ١٩٣٦م، وانتخب للعمادة أربع مرات متتالي، كما انتخب عام ١٩٤٥م وكيلاً لجامعة القاهرة.
اشترك الدكتور مشرفة مع أينشتاين بوضع النظرية النسبية، وقام مشرفة بإلاثبات الرياضي لها، وقد وصف أينشتاين الدكتور مشرفة بأنه أحد أعظم علماء الفيزياء.
ويعد مشرفة أول من قام ببحث لإيجاد مقياس للفراغ ووضع نظرية تفسير الإشعاع الناتج عن الشمس
وضع نظرية الإشعاع و السرعة
وضع مشرفة نظرية تفتت ذرة الهيدروجين التي صنع منها القنبلة الهيدروجينية بعد ذلك.
قام الدكتور مشرفة بتأليف أول كتاب باللغة العربية عن النظرية النسبية الخاصة عام ١٩٤٥م، وتكمن أهمية الكتاب فى أنه من أوضح الكتب فى المجال على مستوى العالم.
وتقدر أبحاث مشرفة المتميزة في نظريات الكم، الذرة والإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثاً، وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته حوالي مائتين مسودة.
اهتم الدكتور مشرفة بتأليف كتب تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها الجميع حتى من غير المتخصصين.
تمت ترجمة كتب الدكتور مشرفة حول نظرية النسبية إلى الألمانية والإنجليزية والفرنسية والبولندية.
كان للدكتور مشرفة دور هام مع سميرة موسى بعد رفض عدد من الأساتذة تعينها معيدة فى الكلية، على الرغم من تفوقها الدراسى، حيث قام بمساعدتها حتى حصلت على حقها لتكون أول معيدة في كلية العلوم جامعة القاهرة.
ولم يكن الدكتور مشرفة بارعًا علميا فقط، بل كان مُحبًا للشعروالأدب والموسيقى، فكان يجيد العزف على البيانو والكمان.
وإلى جانب إسهاماته العلمية، كان مشرفة عضواً بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية؛ حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية. كما نُشر له ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها: سياحة في فضاء العالمين ـ العلم والصوفية ـ اللغة العربية كأداة علمية ـ اصطدام حضارتين ـ مقام الإنسان في الكون.
إضافة إلى ذلك شارك الدكتور مشرفة في مشاريع مصرية عديدة تشجيعاً للصناعات الوطنية، كما شارك في إنشاء جماعة الطفولة المشردة.
وعلى الرغم من معرفة الدكتور مشرفة سر تفتت الذرة لكنه رفض استخدامها فى صناعة أسلحة وقنابل تفتك بالبشرية ورفض توظيفها فيما لا يخدم الإنسانية، كما كان صاحب نظرة مستقبلية حيث طالب بمشروع لاستغلال "الطاقة الشمسية" فى الصحراء المصرية.
اختارته الحكومة الأمريكية عضوًا فى اللجنة الدولية للأبحاث الذرية، وكانت تضم أبرز علماء الرياضيات فى العالم، ومنهم الأعمدة الثلاثة فى مشروع "منهاتن" للذرة.
قام بنشر العديد من الكتب العلمية وحرص على إحياء ذكرى نوابغ العلماء العرب والمسلمين حتى تصل تلك الكتب القيمة إلى كافة القراء العرب، فنشر كتاب للخوارزمى فى الجبر، ونشر كتاب عن الحسن بن الهيثم، وكتاب للفارابى، وكتاب الرازى فى الطب، وكتاب جابر بن الحيان فى الكيمياء وغيره من العلماء العرب.
وكان ينوى جمع أبحاثه للتقدم لجائزة نوبل فى العلوم الرياضية، إلا أن القدر منعه وحرمه من تحقيق حلمه وحلم المصريين فى الحصول على هذه الجائزة، حيث توفى الدكتور مشرفة فى ١٥ يناير ١٩٥٠عن عمر يناهز ٥٢عاماً، وأثيرت شكوك بعد وفاته بوجود علاقة بين الموساد ووفاته، إلا أن شقيقه نفى ذلك وقال انها وفاه طبيعية.
#
وبعد وفاه مشرفة نعاه ألبرت أينشتاين عالم الذرة الأمريكى، وقال عنه: "لا تقولوا إن مشرفة مات إنه مازال حياً بيننا من خلال أبحاثه، إننا محتاجون إليه إنها خسارة كبيرة، لقد كان رائعا وكنت أتابع أبحاثه بكل ثقة لأنه من أعظم علماء الطبيعة فى العالم".
كما نعاه الدكتور طه حسين وزير المعارف آنذاك، حيث قال:"أمثال مشرفة من النابغين النابهين الذين يرفعون ذكر أوطانهم والذين يضيفون إلى الكنوز الإنسانية فى العلم والمعرفة، كانت حياة مشرفة حياة نبوغ درس وبحث وقرأ وتعلم وسافر واتصل بالهيئات الدولية بالخارج فتكونت شخصية العالم، وقد صنع لنا تاريخًا عظيمًا وليس أقل من ان نخلد ذكراه ونهتم بتاريخه مثلما تهتم الدول الأخرى بتراث علمائها وإنجازاتهم وتحيى ذكراهم بتعظيم العلم وإنشاء مؤسسات بأسمائهم ونشر مؤلفاتهم عل نطاق واسع فعالمنا الجليل مصطفى مشرفة لا يقل أهمية عن أينشتاين، وإديسون، وبيل، وموريس، وماركونى، ونيوتن، وبيرد، وغيرهم ممن أفادوا الإنسانية بمنجزاتهم العلمية".
وقام الزعيم جمال عبدالناصر بتكريمه بعد وفاته فى حضور أسرته عام ١٩٥٣م، حيث القى كلمة لتكريمة وتكريم العلماء فقال الآتى :"ان الثورة تمجد العلماء وتقدرحاجة الوطن اليهم وإن الحرب ليست بين الجيوش، لكنها بين العلم والعلماء وإن العلماء إذا ساعدوا بلادهم كان النصر حليفها، والعلماء دائمًا أصدقاء الحرية لم تقم فى الدنيا نهضة إلا بهم"
وبعد رحيل الدكتور مشرفة قامت جامعة القاهرة تخليدا لأسم العالم ألفذ، بإقامة مؤسسة علمية تحمل اسمه واعداد جائزة مالية للمتفوقين فى الرياضة، كما أطلق اسمه على إحدى قاعات كلية العلوم بالجامعة.
الدكتور علي مصطفى مشرفة